كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)
{بِمَا أَشْرَكُوا} أي: بسبب إشراكهم.
{بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} حجَّةً وبرهانًا.
{وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} أي: مقامُ الكافرين.
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)}.
[152] ولما رجعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أُحد، قال المسلمون: كيفَ أُصبنا وقد وُعِدْنا بالنصر؟ فنزل: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ} (¬1) بالنصر لكم؛ لأن النصرَ كان أولًا للمسلمين. قرأ أبو عمرٍو، وهشامٌ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (وَلَقَد صَّدَقَكُمْ) بإدغام الدال في الصاد، والباقون: بالإظهار (¬2).
{إِذْ تَحُسُّونَهُمْ} تقتلونهم قتلًا ذَريعًا.
¬__________
= للدمياطي (ص: 180)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 74).
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (1/ 432).
(¬2) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 184)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 180)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 75).
الصفحة 42