كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156)}.

[156] ثم حَذَّرَهم فقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا} يعني: المنافقينَ عبدَ اللهِ بنَ أُبيٍّ وأصحابَهُ.
{وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ} في الاعتقادِ.
{إِذَا ضَرَبُوا} سافروا.
{فِي الْأَرْضِ} لتجارةٍ أو غيرِها.
{أَوْ كَانُوا غُزًّى} أي: غزاةً جمع غازٍ.
{لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا} أي: لا تتشبهوا بالكافرين بالنطق واعتقاد القول.
{لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ} القولَ والظن منهم.
{حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} في الدنيا.
{وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} تهديد للمؤمنين على أن يماثلوهم. قرأ ابنُ كثيرٍ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (يَعْمَلُونَ) بالغيب على أنه وعيد للكفار، والباقون: بالخطاب (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 177)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 217)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 115)، و"الكشف" لمكي (1/ 361)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 184)، و"تفسير البغوي" (1/ 436)، و"التيسير" للداني (ص: 91)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 242)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 181)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 79).

الصفحة 48