كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ} زيادة في لَذَّتِهم وسرورِهم.
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا} وَفَّقَنا.
{لِهَذَا} لما جزاؤه هذا {وَمَا كُنَّا} قرأ ابن عامرٍ: (مَا كُنَّا) بغير واو (¬1).
{لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} وجوابُ (لولا) محذوفٌ؛ أي: فلولا هدايةُ الله، ما كنا نهتدي، فعندَ معاينةِ أهلِ الجنةِ صدقَ إخبارِ الرسلِ - صلى الله عليه وسلم -، قالوا: سرورًا.
{لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} فَثَمَّ أُكرِموا {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} أُعطيتُموها.
{بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} بسببِ أعمالِكم. قرأ نافعٌ، وابنُ كثيرٍ، وعاصمٌ، وأبو جعفرٍ، ويعقوبُ، وابنُ ذكوانَ عنِ ابنِ عامرٍ: (أُورِثْتُمُوهَا) بإظهارِ الثاءِ، والباقون: بالإدغام (¬2).
...
{وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44)}.

[44] {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا} من الثوابِ {حَقًّا} صِدْقًا.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 280)، و"التيسير" للداني (ص: 110)، و"تفسير البغوي" (2/ 104)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 362).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 281)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 224)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 362).

الصفحة 522