كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

ما جعلَ اللهُ ذلكَ الطمعَ في قلوبهم إلا لخيرٍ أرادَهُ بهم" (¬1).
...
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)}.

[47] {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ} أبصارُ أهلِ الأعرافِ.
{تِلْقَاءَ} ظَرْفٌ؛ أي: تُجاهَ.
{أَصْحَابِ النَّارِ} فعرفوهم، {قَالُوا} مستعيذينَ داعينَ:
{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} يعني: الكافرين في النار، وتقدَّم اختلافُ القراءِ في حكمِ الهمزتينِ من كلمتين في سورةِ النساءِ عندَ تفسيرِ قوله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5]، وكذلك اختلافهم في {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ}.
...
{وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)}.

[48] {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ} من رؤساءِ الكفرةِ.
{قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ} المالُ والولدُ في الدنيا.
{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ} عن الإيمان.
...
¬__________
(¬1) رواه عبد الرزاق الصنعاني في "تفسيره" (2/ 230)، ومن طريقه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/ 1488). وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 466).

الصفحة 525