كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ} من طعام الجنة، وفيه دليل على أنَّ الجنةَ فوقَ النار، وتقدَّم التنبيه على اختلافِ القراءِ في حكم الهمزتين من كلمتين عندَ قوله تعالى: {رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا} [الأعراف: 38]، وكذلك اختلافهم في {مِنَ الْمَاءِ أَوْ}.
{قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا} يعني: الماءَ والطعامَ.
{عَلَى الْكَافِرِينَ} منعَهما عنهم.
...
{الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}.

[51] {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا} كتحريمِ البَحيرةِ وأخواتِها، والمُكَاءِ والتَّصْدِيَةِ حولَ البيتِ، وغيرها مما كانوا يفعلونَ (¬1) في الجاهلية.
{وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ} نفعلُ بهم فعلَ (¬2) الناسين، فنتركُهم في النار {كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} فلم يُخْطِروه ببالِهم.
{وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} يُنكرون أنها من عند الله.
...
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)}.
¬__________
(¬1) في "ن": "يفعلونه".
(¬2) في "ن": "كما فعل".

الصفحة 527