كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} بالعدلِ ببعثِ الأنبياءِ وشرعِ الأحكامِ.
{وَادْعُوهُ خَوْفًا} من الردِّ {وَطَمَعًا} في الإجابة.
{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ} ذُكِّرَ (قريبٌ) على تأويلِ أنها الثوابُ {مِنَ الْمُحْسِنِينَ} و (رَحْمَتَ) رُسمت بالتاء في سبعةِ مواضعَ، وقفَ عليها بالهاء ابنُ كثيرٍ، وأبو عمرو، والكسائيُّ، ويعقوبُ (¬1).
...
{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57)}.

[57] {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ} قرأ ابنُ كثيرٍ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (الرِّيحَ) بغيرِ ألف بعدَ الياء، والباقون: بالألف (¬2).
{بُشْرًا} قرأ عاصمٌ (بُشْرًا) بالباء الموحدة وضمِّها وإسكانِ الشين؛ أي: تبشِّرُ بالمطر، وقرأ ابنُ عامرٍ: بالنونِ وضمِّها وإسكانِ الشين، وقرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: بفتحِ النونِ وإسكانِ الشين، وقرأ الباقون:
¬__________
(¬1) انظر: "المقنع في رسم مصاحف الأمصار" للداني في باب: ذكر ما رسم في المصاحف من هاءات التأنيث (ص: 24)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (2/ 242)، والمواضع السبعة هي: في هو و {وَلَا تُفْسِدُوا فِي}، وفي مريم: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ}، وفي الزخرف: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ}، {رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} وفي الروم: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ} وفي هذه الآية.
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 283)، و"التيسير" للداني (ص: 78)، و"تفسير البغوي" (2/ 111)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 370).

الصفحة 532