كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

بضمِّ النونِ والشينِ، جمعُ نشُور (¬1)، والقراءة بالنون معناها على القراءات كلِّها متفرقةً، وهي الرياحُ التي تهبُّ من كل ناحيةٍ.
{بَيْنَ يَدَيْ} أي: قُدَّامَ {رَحْمَتِهِ} نعمتِه، وهو المطرُ.
{حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ} حملَتِ الرياحُ.
{سَحَابًا} جمعُ سحابةٍ.
{ثِقَالًا} بالماءِ.
{سُقْنَاهُ} أي: السحابَ، وقيلَ: المطرُ.
{لِبَلَدٍ مَيِّتٍ} محتاجٍ إلى الماء. قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وحمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ، وحفصٌ عن عاصم: (مَيِّتٍ) بتشديد الياء، والباقون: بالتخفيف (¬2).
{فَأَنْزَلْنَا بِهِ} أي: بالبلد، وقيل: بالسحاب {الْمَاءَ} يعني: المطرَ.
{فَأَخْرَجْنَا بِهِ} بالبلدِ، وقيل: بالسحابِ.
{مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} مثلَ إخراجِنا النباتَ.
{كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى} منَ الأجداثِ ونُحييها.
{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فتؤمنونَ بالبعثِ. وتقدَّمَ اختلاف القراءِ في تخفيفِ (تَذْكُرونَ) في أولِ السورةِ.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 283)، و"التيسير" للداني (ص: 110)، و"تفسير البغوي" (2/ 111)، و"المحتسب" لابن جني (1/ 255)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 371 - 372).
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 87)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 152)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 373)، ورويت بخلاف عن عاصم.

الصفحة 533