كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ (58)}.

[58] ثم ضربَ مثلًا لمن ينتفعُ بالوعظ، ولمن لا ينتفعُ به بعدَ ذكرِ المطرِ وإخراجِ النباتِ والثمراتِ تشبيهًا له بها فقال:
{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ} أي: الأرضُ الكريمةُ التربةِ.
{يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} حسنًا.
{وَالَّذِي خَبُثَ} كالسَّبخةِ ونحوِها.
{لَا يَخْرُجُ} نباتُه.
{إِلَّا نَكِدًا} عسرًا. قرأ أبو جعفرٍ: (نَكَدًا) بفتح الكاف مصدرًا؛ أي: ذو نكد، والباقون: بكسرها (¬1)، وعن أبي جعفر وجهٌ: (لا يُخْرِجُ) بضمِّ الياء وكسر الراء، وعنه: وجهٌ آخرُ بضمِّ الياءِ وفتحِ الراء، فالأولُ مثَلُ المؤمنِ الذي يسمعُ القرآنَ فيعقلُه وينتفعُ به، والثاني مَثَلُ الكافرِ الذي لا يسمعُ القرآنَ، فلا يؤثِّر فيه كالبلدِ الخبيثِ.
{كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ} نُردِّدها ونوضِّحُها.
{لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} نعمةَ الله.
...
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير البغوي" (1/ 112)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 270)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 374).

الصفحة 534