كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ} إنَّ لم تؤمنوا.
{عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} هو يومُ القيامةِ، أو يومُ الطوفان. قرأ الكوفيون، وابنُ عامرٍ، ويعقوبُ: (إِنِّي) بإسكان الياء، والباقون: بفتحها (¬1).
* * *
{قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.

[60] {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ} أي: الأشرافُ، فإنهم يملؤون العيونَ والنفوسَ.
{إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ} خطأٍ {مُبِينٍ} واضحٍ.
** *
{قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

[61] {قَالَ} هو نوحٌ: {يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ} أي: شيءٌ من الضلال، وهي أعمُّ، وفي نفيِها نفيُ جميعِ الضلالِ؛ نحو: ألكَ تمرٌ؟ ويقولُ: ولا تمرةٌ، ثمّ استدرَكَ مؤكِّدًا نفيَ الضلالةِ فقالَ:
{وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} المعنى: ولكني على هُدًى في الغاية؛ لأني رسولٌ من الله.
...
¬__________
= و"تفسير البغوي" (2/ 113)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 375).
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 301 - 302)، و"التيسير" للداني (ص: 115)، و"تفسير البغوي" (2/ 114)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 377).

الصفحة 536