كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} رُوي أنّه لم تكن هذه المعصية في أمةٍ قبلَه، عَلَّمَهم إياها الخبيثُ إبليسُ.
* * *
{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)}.

[81] {إِنَّكُمْ} قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وحفصٌ عن عاصمٍ: (إِنكمْ) بهمزةٍ واحدةٍ على الخبرِ، والباقونَ: بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم تسهيلًا وتحقيقًا وفصلًا (¬1)، كما تقدَّمَ في سورة الأنعامِ عندَ تفسيرِ قوله تعالى: {لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى} [الأنعام: 19].
{لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ} في أدبارِهم.
{شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ} يعني: أدبارُ الرجالِ أشهى عندَكم من فروج (¬2) النساءِ.
{بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} مجاوزونَ الحلالَ إلى الحرام؛ وتقدَّمَ حكمُ الزِّنا واللواطِ ومذاهب الأئمة فيه في سورةِ النساءِ عندَ تفسيرِ قوله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ} [النساء: 15].
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 286)، و"التيسير" للداني (ص: 32، 111)، و"تفسير البغوي" (2/ 127)، و "معجم القراءات القرآنية" (2/ 380).
(¬2) في باقي النسخ: "دون".

الصفحة 548