كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

سَيِّدُ الْقَوْمِ أَتَاهُ الْحَتْفُ نارًا تَحْتَ ظُلَّهْ
جُعِلَتْ نَارًا عَلَيْهِمْ دَارُهُمْ كَالْمُضْمَحِلَّهْ (¬1)
* * *
{الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92)}.

[92] {الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا} مبتدأٌ، خبرُه {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا} يُقيموا {فِيهَا} والمغاني: المنازلُ، واحدُها مَغْنَى.
{الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ} دينًا ودنيا، لا الذين اتَّبَعُوه كما زعمَ الكفارُ.
* * *
{فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ (93)}.

[93] {فَتَوَلَّى عَنْهُم} أعرضَ شعيبٌ من بينِ أظهُرِهم حينَ أتاهُمُ العذابُ.
{وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ} قالَه تأسُّفًا لشدةِ حزبه عليهم، ثمّ أنكرَ على نفسِه فقال:
{فَكَيْفَ آسَى} أَحْزَنُ {عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ} بعدَ إنذاري لهم، ومبالغتي في نُصْحِهم، وقبرُ شعيبٍ بقريةِ حِطِّينَ من أعمالِ مدينةِ صَفَد، مسافتُها عن بيتِ المقدسِ نحوُ ثمانيةِ أيّام.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "تفسير الطّبريّ" (12/ 568)، و"تفسير البغوي" (2/ 130 - 131).

الصفحة 555