كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)
{إِنَّمَا ذَلِكُمُ} ترهيبًا، فـ (ذلكم) مبتدأ، خبرُه:
{الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} أي: يخوِّفُكم بأوليائه.
{فَلَا تَخَافُوهُمْ} أي: الشيطانَ وأولياءه.
{وَخَافُونِ} قرأ أبو عمرٍو، وأبو جعفرٍ: (وَخَافُونِي) بإثباتِ الياء حالةَ الوصل، ويعقوبُ يُثْبِتُها في الحالين (¬1).
{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أي: مصدِّقين؛ لأن الإيمانَ يقتضي أن يقدَّمَ خوفُ الله على غيره.
{وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (176)}.
[176] {وَلَا يَحْزُنْكَ} قرأ نافعٌ: بضم الياء وكسر الزاي من (أَحزنه) في جميع القرآن، إلا قولَه في الأنبياء: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الآية: 103]، وأبو جعفرٍ ضده، والباقون: بفتح الياء وضم الزاي من حَزَنه يَحْزُنه (¬2).
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 223)، و"الكشف" لمكي (1/ 374)، و"التيسير" للداني (ص: 93)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 247)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 182)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 86).
(¬2) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 181)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 219)، و"الكشف" لمكي (1/ 365)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 186)، و"تفسير البغوي" (1/ 452)، و"التيسير" للداني (ص:91 - 92)، و"النشر في القراءات =
الصفحة 61