كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)}.

[181] {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} نزلت لما قال اليهود عند سماعهم {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]: إِنَّ اللهَ فقيرٌ يستقرضُ مِنَّا، ونحن أغنياءُ، والذي قالَ هذهِ المقالةَ من اليهود فنحاصُ بنُ عازوراءَ. قرأ ابنُ كثيرٍ، وأبو جعفرٍ، وقالونُ عن نافعٍ، وعاصمٌ، ويعقوبُ: (لَقَدْ سَمِعَ) بإظهار الدال عند السين، والباقون: بالإدغام (¬1).
{سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} من الكذبِ في اللوحِ المحفوظِ، فيجازيهم عليه.
{وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} أي: النار وهو معنى المُحرِق. قرأ حمزةُ: (سَيُكْتَبُ) بالياء وضمِّها وفتح التاء، (وَقَتْلَهُمْ): برفع اللام، (ويَقُولُ): بالياء، وقرأ الباقون: (سَنَكْتُبُ) بالنون وفتحها وضم التاء، (وَقَتْلَهُمُ): بالنصب، (ونَقُولُ): بالنون (¬2).
¬__________
= و"الكشف"، لمكي (1/ 369)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 186)، و"تفسير البغوي" (1/ 456)، و"التيسير" للداني (ص: 92)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 245)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 183)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 89).
(¬1) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 381)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 117)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 187)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 183)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 89).
(¬2) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 382)، و"الحجة" لأبي زرعة (ص: 184)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 221)، و"الكشف" لمكي (1/ 369)، =

الصفحة 66