كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)
{وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ} الواضحِ. قرأ هشامٌ عن ابنِ عامرٍ: {وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ} بزيادة (باء) (¬1) بعد الواو فيهما، وافقه ابنُ ذكوان في (وبالزبر) (¬2). المعنى: إن كذبوك، فقد كذبوا الأنبياء قبلك مع قيامِ المعجز، وهذا تسليةٌ له - صلى الله عليه وسلم -.
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}.
[185] ثم بَشَّرَ المؤمنين، وحذَّرَ الكافرين بقولِه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} المعنى: إن النفوس تزهقُ بملابسةِ أيسرِ جزءٍ من الموت.
{وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ} أي: جزاء أعمالكم.
{يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إنْ خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ.
{فَمَنْ زُحْزِحَ} أُبْعِدَ.
{عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} ظَفِرَ بالنجاةِ، وأصلُ الفوزِ: الظَّفَرُ
¬__________
(¬1) في "ت": "ما".
(¬2) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 185)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 221)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 118)، و"الكشف " لمكي (1/ 370)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 186)، و"تفسير البغوي" (1/ 458)، و"التيسير" للداني (ص: 92)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 245)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 183)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 92).
الصفحة 69