كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188)}.

[188] {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا} أي: بما فعلوا. قرأ نافعٌ، وابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو، وأبو جعفرٍ، وابنُ عامر: بالغيب؛ أي: لا يحسبنَّ الفارحونَ فرحَهم مُنْجيًا لهم من العذاب، وقرأ الكوفيون، ويعقوبُ: بالخطاب؛ أي: لا تحسبَنَّ يا محمدُ الفارحين (¬1).
{وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} نزلَتْ في المنافقين الذين كانوا إذا خرجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الغزو، تخلَّفوا عنه، فإذا رجعَ، حلفوا له، واعتذروا إليه، وأحبُّوا أن يُحْمَدوا بما (¬2) لم يَفْعلوا (¬3).
{فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ} قرأ ابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو: بالغيبِ وضمِّ الباءِ [خبرًا عن
¬__________
= (2649)، كتاب: العلم، باب: ما جاء في كتمان العلم، وقال: حسن، وابن ماجه (266)، في المقدمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 186)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 116 - 117)، و"الكشف" لمكي (1/ 367 - 368)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 187)، و"تفسير البغوي" (1/ 463)، و"التيسير" للداني (ص: 92)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 246)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 2/ 94).
(¬2) في "ت": "لما".
(¬3) رواه البخاري (4291)، كتاب: التفسير، باب: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا}، ومسلم (2777)، في أول كتاب: صفات المنافقين وأحكامهم، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.

الصفحة 72