كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي} أي: ديني وطاعتي، والمرادُ: المهاجرون؛ لأنهم أُوذوا في الله، وأُخرجوا من مكة.
{وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا} أي: قاتلوا العدوَّ، ثم قُتلوا. قرأ ابنُ كثيرٍ، وابنُ عامرٍ: (وَقُتِّلُوا) بالتشديد؛ أي: قُطِّعوا في المعركة، وقرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ بتقديم (قُتِلُوا)؛ أي: قُتِلَ بعضُهم، وقاتلَ مَنْ بقي، وقرأ الباقونَ بالوجه الذي تقدَّم تفسيرُه أولًا (¬1).
{لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا} نصبٌ على المصدر؛ أي: لأثيبنَّهُمْ ثوابًا.
{مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} على الطاعة.
{لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ}.

[196] ولما قال بعض المؤمنين: إن أعداءَ الله في التجاراتِ والخيرِ، ونحن في الشدةِ، نزلَ خطابًا للنبي - صلى الله عليه وسلم -، والمرادُ غيرُه: {لَا يَغُرَّنَّكَ} قرأ رسٌ عن يعقوبَ: بتخفيف النون (¬2).
¬__________
(¬1) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 187 - 188)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 221)، و"الكشف" لمكي (1/ 373)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 187)، و"تفسير البغوي" (1/ 467)، و"التيسير" للداني (ص: 93)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 246)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 182 - 184)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 98).
(¬2) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 387)، و"الكشاف" للزمخشري (1/ 239)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 246)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 184)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 99).

الصفحة 77