كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)
وذلك نحو قوله: (خَلَقكُّمْ) و (رَزَقكُّمْ) و (وَاثَقكُّم) وشبهِه، وأظهرَ ما عداه مما قبلَ القاف فيه ساكنٌ، ومما ليس بعد الكاف فيه ميمٌ؛ نحو قولِه تعالى: (مِيثَاقَكُمْ) و (بِوَرِقِكُمْ) و (خَلَقَكَ) و (نَرْزُقُكَ) وشبهِه (¬1).
{وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} أي: وخلق منهُ أمكم حَوَّاءَ من ضِلَعٍ من أضلاعِه اليسرى.
{وَبَثَّ} نشرَ وأظهَر.
{مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} أي: نشرَ من تلكَ النفسِ والزوجِ المخلوقةِ منها بنينَ وبناتٍ كثيرةً (¬2).
{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} أي: تتساءلون: تقسمون. قرأ عاصمٌ، وحمزةٌ، والكسائيُّ، وخَلَفٌ: (تَسْألونَ) بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين.
{وَالْأَرْحَامَ} القرابات، قراءةُ العامة: بالنصب؛ أي: واتقوا الأرحامَ أَنْ تقطعوها، وقرأ حمزةُ: بالخفض، أي: به وبالأرحامِ، والأولى أفصحُ (¬3).
¬__________
(¬1) انظر قراءة أبي عمرو في: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 185)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 103).
(¬2) من قوله: "لا يفلح قوم شجوا ... " (ص: 23) من هذا الجزء، إلى هنا ساقط من "ش"، بمقدار عشر لوحات من النسخ الخطية الأخرى.
(¬3) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 389 - 390)، و"الحجة" لأبي زرعة (ص: 188)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 226)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 118)، و"الكشف" لمكي (1/ 375)، و"تفسير البغوي" (1/ 471)، و"التيسير" للداني (ص: 93)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 247)، =
الصفحة 82