كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} حفيظًا مطلعًا.
{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا (2)}.

[2] ونزل في رجل من غَطَفانَ كان معه مالٌ كثيرٌ لابنِ أخٍ له يتيمٍ، فلما بلغَ، طلبَ المالَ، فمنعَه عمُّهُ.
{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} (¬1) سلِّموها إليهم إذا بلَغوا، واليتامى: جمعُ يتيمٍ، وهو الذي مات أبوه؛ من اليتمِ، وهو الانفراد.
{وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ} أي: الحرام.
{بِالطَّيِّبِ} بالحلالِ؛ لأنهم كانوا يأخذون الجيدَ من مالِ اليتيم، وهو خبيثٌ في حَقِّهم، ويضعون مكانه الرديءَ من أموالهم، وهو طَيِّبٌ لهم.
{وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ} أي: معها.
{إِنَّهُ} أي: الأكلَ.
{كَانَ حُوبًا} إثمًا.
{كَبِيرًا} فلما سمعَها العمُّ، قال: "أَطَعْنا اللهَ وأطعْنا الرسولَ، نعوذُ بالله من الحُوبِ الكبير"، فدفع إليه ماله.
¬__________
= و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 185)، و "معجم القراءات القرآنية" (2/ 103).
(¬1) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 79)، و"تفسير البغوي" (1/ 471).

الصفحة 83