كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8)}.

[8] {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ} يعني: قسمةَ الميراثِ.
{أُولُو الْقُرْبَى} للميتِ ممَّنْ لا يرثُ.
{وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ} أي: فارْضَخُوا لهم من المال قبلَ القسمةِ، وحكمُ هذهِ الآيةِ منسوخٌ.
{وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} تقدَّم تفسيره قريبًا.
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)}.

[9] ثم حضَّ على الشَّفَقَةِ على الأيتام فقال:
{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ} أي: بعدهم.
{ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} أي: أولادًا صغارًا. قرأ حمزةُ: (ضِعَافًا) بالإمالة، بخلافٍ عن خلاد (¬1).
{خَافُوا عَلَيْهِمْ} الفقرَ، أَمْرٌ للحاضرينَ المريضَ عندَ الإيصاء.
{فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ} في أمرِهم الميتَ.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 227)، و"الكشف" لمكي (1/ 174 - 377)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 188)، و"التيسير" للداني (ص: 94)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 186)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 111).

الصفحة 90