كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 2)

{وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} عَدْلًا؛ بأن يأمروه بالتصدُّق بدونِ الثلث، ويترك الباقي لولده، ويَرْفُق باليتيم كما يرفُقُ بولده. تلخيصه: يفعلُ بالميتِ كما يحبُّ أن يُفْعلَ به لو كان هو الميتَ.
{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)}.

[10] ونزل في الأوصياء الذين يأكلون ما لم يُبَحْ لهم من مالِ اليتيم، وهي تتناولُ كلَّ أَكْلٍ من أولياءِ السوءِ وقُضاتِه، وإن لم يكنْ وَصِيًّا (¬1):
{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} بغير حَقٍّ.
{إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ} أي: ملءَ بطونهم.
{نَارًا} ما يجرُّ إلى النار، ويَؤُول إليها.
{وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}. قرأ ابنُ عامرٍ، وأبو بكرٍ: بضم الياء؛ أي: (يُدْخَلُونَ نَارًا) مُسَعَّرَةً، وقرأ الباقون: بالفتح من صَلِيَ النارَ يَصْلاها: إذا حَلَّها وقاساها (¬2).
¬__________
(¬1) في "ن": "وليًّا".
(¬2) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/ 398)، و"الحجة" لأبي زرعة (ص: 191)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 227)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 120)، و"الكشف" لمكي (1/ 378)، و"تفسير البغوي" (1/ 483)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 188)، و"التيسير" للداني (ص: 94)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (247)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 186)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 112).

الصفحة 91