والمراد بالكتاب: القرآن؛ لأن العرف الشرعي عليه، والمراد بالتعليم: ما هو أعم من حفظه وتفهُّمه.
ووقع في رواية مسدد: "الحِكْمَة" (¬1) بدل: "الكتاب"، وذكر الإسماعيلي أن ذلك هو الثابت في الطرق كلها عن خالد الحَذَّاء.
كذا قَالَ، وفيه نظر؛ لأن المصنف أخرجه أيضًا من حديث وُهَيب عن خالد بلفظ: "الكتاب" (¬2) أيضًا، فيحمل عَلى أن المراد بالحكمة أيضًا: القرآن، فيكون بعضهم رَوَاهُ بالمعنى.
وللنسائي، والترمذي من طريق عطاء، عن ابن عباس قَالَ: "دعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أوتى الحكمة مرتين" (¬3)، فيحتمل تعدد الواقعة.
فيكون المراد بالكتاب: القرآن، وبالحكمة: السنة، ويؤيده: أن في رواية عبيد الله بن أبي يزيد الَّتِي قدمناها عند الشيخين: "اللَّهُمَّ فَقِّهه في الدينِ"، لكن لَم يقع عند مُسْلِم: "في الدين وعلمه التأويل"، قَالَ الحميدي: هذه الزيادة [ليست] (¬4) في الصحيحين.
قُلْت: وهو كما قَالَ. نعم؛ هِيَ في رواية سعيد بن جُبير الَّتِي قدمناها عند أحْمَد وابن حبان، ورواها ابن سعد من وجه آخر عن عِكْرمة مرسلًا (¬5).
¬__________
(¬1) وهي الَّتِي أخرجها البُخَاريّ في "صحيحه" (كتاب فضائل الصحابة، باب: ذكر ابن عباس -رضي الله عنهما-) برقم (3756).
(¬2) "صحيح البُخَاري" (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة) برقم (7270).
(¬3) أخرجه النّسَائي في "السنن الكبرى" (كتاب المناقب، باب: عبد الله بن العباس بن عبد المطلب حبر الأمة وعالمها وترجمان القرآن) (5/ 52)، والترمذي في "الجامع الصحيح" (كتاب المناقب، باب: مناقب عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -) برقم (3823).
(¬4) زيادة من "الفتح".
(¬5) "طبقات ابن سعد" (2/ 365).