كتاب النكت على صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)

وَأَحْمَد، وأبو يعلى في مسنديهما (¬1) من طريق عبد الله بن مُحَمَّد بن عَقيل، أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: "بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتريت بعيرًا، ثُمَّ شددت رحلي فسرتُ إليه شهرًا حَتَّى قدمتُ الشام، فإذا عبد الله بن أُنَيْس فقلت للبواب: قل له: جابر عَلى الباب، فَقَالَ: ابن عبد الله؟ قُلْت: نعم، فخرج فاعتنقني، فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه، فَقَالَ: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يَحشر الله الناس يوم القيامة عراة. . . .". فذكر الحديث.
وله طريق أخرى أخرجها الطبراني [137 / أ] في مسند الشاميين، وتَمَّام في فوائده (¬2) من طريق الحجاج بن دينار، عن مُحَمَّد [بن] (¬3) المنكدر، عن جابر قَالَ: "كَانَ يبلغني عن النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - حديث في القصاص، وَكَانَ صاحب الحديث بمصر، فاشتريتُ بعيرًا، فسرتُ حَتَّى دخلتُ مصر، فقصدتُ إلَى باب الرجل. . . فذكر نحوه، وإسناده صالح.
وله طريق ثالثة أخرجها الخطيب (¬4) من طريق أبي الجارود العَنْسي -وهو بالنون الساكنة- عن جابر قَالَ: "بلغني حديث في القِصَاص. ." فذكر الحديث نحوه، وفي إسناده ضعف.
وادعى بعض المتأخرين أن هذا ينقض قاعدة مشهورة: أن البُخَاريّ حيث يعلق بصيغة الجزم يكون صحيحًا، وحيث يعلق بصيغة التمريض يكون فيه علة؛ لأنه علقه بالجزم هنا ثُمَّ أخرج طرفًا من متنه في كتاب التوحيد (¬5) بصيغة التمريض، فَقَالَ: "ويُذكر عن جابر، عن عبد الله بن أُنَيْس قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يحشر الله العباد فيناديهم بصوت. ." الحديث.
¬__________
(¬1) أخرجه الإمام أَحْمَد في "مسنده" (3/ 495)، ولَم نقف عليه في مطبوع "مسند أبي يعلى"، فالله أعلم.
(¬2) "مسند الشاميين" (1/ 104)، و"الفوائد" لتمام (1/ 364).
(¬3) زيادة من "الفتح".
(¬4) أخرجها الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (ذكر من رحل في حديث واحد من الصحابة الأكرمين) (ص 115)، وفيه: "العبسي" بالباء بدل: "العنسي".
(¬5) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالَى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ، . . .}) تعليقًا.

الصفحة 139