قَوْلُهُ: (عن أنس) زاد الأصيلي وأبو ذر: "ابن مالك"، وللنسائي: "حَدَّثَنَا أنس" (¬1)، ورجال هذا الإسناد كلهم بصريون، وكذا الَّذِي بعده.
قَوْلُهُ: (أشراط الساعة) أي: علاماتها كما تقدم في الإيمان.
قَوْلُهُ: (أن يرفع العلم) هو في محل نصب؛ لأنه اسم أن، وسقطت "أن" من رواية النّسَائي (¬2)، حيث أخرجه عن عمران شيخ البُخَاريّ، فعلى روايته يكون مرفوع المحل، والمراد برفعه: موت حملته كما تقدم.
قَوْلُهُ: (ويثبت) هو بفتح أوله وسكون المثلثة وضم الموحدة وفتح المثناة، وفِي رواية لمسلم: "ويُبَث" (¬3) بضم أوله وفتح الموحدة بعدها مثلثة، أي: ينتشر، وغفل الكرماني فعزاها للبخاري، وإنّما حكاها النووي في الشرح لمسلم.
قَالَ الكرماني في رواية: "وينبت" بالنون بدل المثلثة من النبات.
قُلْت: وليست هذه في شيء من الصحيحين (¬4).
قوْلُهُ: (وتُشْرب الخمر) هو بضم المثناة أوله وفتح الموحدة عَلى العطف، والمراد: كثرة ذَلِكَ واشتهاره، وعند المصنف في النكاح من طريق هشام، عن قتادة: "ويكثر شرب الخمر" (¬5)، أو العلامة مَجموع ما ذُكر.
قَوْلُهُ: (ويظهر الزنا) أي: يفشو، كما في رواية لمسلم.
¬__________
(¬1) "سنن النّسَائي الكبرى" (كتاب العلم، باب: قَوْله -جل ثناؤه-: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا. . .} رفع العلم وظهور الجهل) (3/ 455).
(¬2) في المطبوع من "سنن النّسَائي الكبرى" بثبوت "أن"، فالله أعلم.
(¬3) أخرجه مُسْلِم في "صحيحه" (كتاب العلم، باب: رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان) برقم (2671)، ولكن فيه "ويثبت"، وهذه اللفظة كما قَالَ الحافظ حكاها النووي عن بعض نسخ "صحيح مُسْلِم".
(¬4) كذا العبارة هنا، وفِي "الفتح": "قَالَ الكرماني: وفِي رواية: "وينبت" بالنون بدل المثلثة من الإنبات، وحكى ابن رجب عن بعضهم: "وينث" بنون ومثلثة، من النث وهو الإشاعة.
قُلْت: وليست هذه في شيء من الصحيحين، انتهى. فالله أعلم.
(¬5) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب النكاح، باب: يقل الرجال ويكثر النساء) برقم (5231).