كتاب التجريد على التنقيح

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
صلى الله على سيدنا محمد، وآله، وصحبه وسلم تسليمًا. . . .
قوله فِي "باب: بدء الوحي": (فجيء: يفجأ بكسر جيم الأول وفتح الثاني، وفجأ يفجأ بالفتح فيهما) (¬1).
ليس في رواية البخاري هنا فجئ ولا فجئه، وإنّما فيه: "فَجَاءَهُ المَلَكُ" (¬2)، من المجيء.
قوله: (زملوني، فأنزل الله يا أيها المدثر) إلَى آخره. لم يقع هذا في هذا الموضع وإنّما هو بعد هذا (¬3).
قوله في "الإيمان": "وسبعون" (كذا للجمهور ورواه أبو زيد وستون) (¬4). ليس كما قال، بل الروايات في البخاري: "وستون" (¬5).
قوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه) (¬6). إلَى أن قال: (وظاهره يقتضي التسوية وحقيقته التفضيل؛ لأن كل أحد يحب أن يكون أفضل الناس، فإذا أحب لأخيه مثله؛ فقد دخل في جملة المفضولين) (¬7).
يحتمل أن يكون الحديث واردًا في النهي عن هذه الإرادة فيكون فيه حَثٌّ (¬8) على التواضع وترك الترفع.
¬__________
(¬1) "التنقيح" (1/ 11).
(¬2) "صحيح البخاري" (كتاب بدء الوحي)، حديث رقم (3).
(¬3) "صحيح البخاري" (كتاب بدء الوحي)، حديث رقم (4).
(¬4) "التنقيح" (1/ 28).
(¬5) "صحيح البخاري" (كتاب الإيمان، باب: أمور الإيمان)، حديث رقم (9).
(¬6) "صحيح البخاري" (كتاب الإيمان، باب: من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، حديث رقم (13).
(¬7) "التنقيح" (1/ 30).
(¬8) في الأصل "حثًّا" وهو خطأ.

الصفحة 250