كتاب التجريد على التنقيح

هذه الرواية الأخيرة ما هي في الصحيح (¬1).
قوله في "وقال أبو الدرداء: في المُرِّي: ذبح الخمرَ النينَانُ" (¬2): (واعلم أن البخاري جزم بهذا التعليق. . .) (¬3) إلى آخره.
هذا قصور من المصنف، قد رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث بسند [166/ ب] متصل (¬4)، وأخرجه أيضًا أبو بشر الدولابي في "الكنى" كما بينت ذلك في "تغليق التعليق" (¬5).
قوله في "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بذي الحليفة" (¬6): (قال الداودي. . .) (¬7) إلَى آخره.
لم يتكلف لتعريف ذي الحُلَيْفَة، ومحل ذلك باب المواقيت، إلا ليبين أن ذا الحُلَيْفَةَ المذكور هنا ليس هو الميقات.
قوله في الأشربة: "إنما كان خمرهم الفضيخ. . . ." (¬8) إلَى آخره.
هذا اللفظ لم أره في هذا الموضع (¬9) من أصل البخاري (¬10).
¬__________
(¬1) أي: صحيح البخاري، وقد أخرجها مسلم في "صحيحه" (كتاب المساقاة، باب: الأمر بقتل الكلاب. . . .) برقم (1574).
(¬2) "صحيح البخاري" (كتاب الذبائح والصيد، باب: قول الله تعالَى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْر}) تعليقًا.
(¬3) "التنقيح" (3/ 1101، 1102).
(¬4) قال الحافظ في "فتح الباري" (9/ 532) تعليقًا على هذا الموضع: "وقد وصله إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" له من طريق أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء فذكره سواء، قال الحربي: هذا مري يعمل بالشام يؤخذ الخمر فيجعل فيه الملح والسمك ويوضع في الشمس فيتغير عن طعم الخمر".
ولم نقف عليه في "غريب الحديث" للحربي، ولكن ذكر ابن الأثير في "النهاية" (2/ 382) شارحًا معناه تمامًا كما نقل الحافظ عن الحربي، ووقفنا عليه موصولًا من طريق آخر في "تاريخ دمشق" (34/ 112) بإسناد ابن عساكر، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء أنه قال في مري النينان: "غيرته الشمس"، فالله أعلم.
(¬5) "تغليق التعليق" (4/ 510، 511).
(¬6) "صحيح البخاري" (كتاب الذبائح والصيد، باب: التسمية على الذبيحة ومن ترك متعمدًا) برقم (5498).
(¬7) "التنقيح" (3/ 1103)، ولفظه: (قال الداودي: وهي من أرض تهامة ليست بالقريبة من طيبة).
(¬8) "التنقيح" (3/ 1109).
(¬9) "صحيح البخاري" (كتاب الأشربة، باب: خدمة الصغار والكبار).
(¬10) كتب في الحاشية: (والذي هنا: "من فضيخ").

الصفحة 314