كتاب التجريد على التنقيح
قوله في (ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[169/أ] يقول: "يحشر العباد. . . .") (¬1): (كذا ذكره هنا معلقًا. . . .) (¬2) إلَى آخره.
الذي علق منه في العلم قوله: ورحل جابر إلى ابن أنيس (¬3).
وإنّما جزم به؛ لأن أصل هذه الرحلة جاء من طرق عديدة، ولم يجزم بالذي هنا لتفرد هذه الطريق باللفظ المذكور، وهذا من دقائق تصرف البخاري.
وعبر في النسخة الثانية عن هذا بقوله: علقه بصيغة التمريض هنا لأجل لفظ المتن؛ فإن فيه نكارة ومخرجه واحد، وجزم به في العلم؛ لأن رحلة جابر جاءت من طرق متعددة فقويت، والله أعلم.
قوله في النسخة الثانية "باب: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى} (¬4) [النساء: 164]: (فيه حديث شريك، عن أنس، وقد خلط فيه شريك بأشياء، وذكر ألفاظًا منكرة وقدم وأخر. . .) (¬5) إلَى آخره.
ليس بعجيب، فإن رؤيا الأنبياء فيها ما يقع بعينه، ومنها ما يعبر.
قوله في "باب: قول الله: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ} (¬6) [الملك: 13]: (ورُد بأنه. . .) (¬7) إلَى آخره.
الرَّادُّ هو ابن المنير وهذا كلامه إلَى آخره.
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالَى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ. . .}) تعليقًا.
(¬2) "التنقيح" (3/ 1272)، ولفظه: (هنا معلقًا بصيغة التمريض، وقد علقه بصيغة الجزم في كتاب العلم في باب: الرحلة).
(¬3) "صحيح البخاري" (كتاب العلم، باب: الخروج في طلب العلم) تعليقًا.
(¬4) "صحيح البخاري" (كتاب التوحيد، باب: ما جاء في قوله -عز وجل-: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164)}) برقم (7517).
(¬5) "التنقيح" (3/ 1275)، وباقي كلامه: (وقدم وأخر. . . . وأجاب ابن الجوزي -رحمه الله- بأن هذا كان منامًا وحكم المنام غير حكم اليقظة، قلت: عجيب، فإن رؤيا الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- وحي).
(¬6) "صحيح البخاري" (كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالَى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13). . .}).
(¬7) "التنقيح" (3/ 1279)، ولفظه: (قال ابن بطال: قصده بالترجمة إثبات صفة العلم، ورد بأنه لو كان كذلك لكان أجنبيًا من هذه الترجمة وإنما قصد. . . .).
الصفحة 329
352