كتاب النكت على صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)

عن يونس بن مُحَمَّد، عن فُلَيْح ولفظه: "أين السائل" (¬1). ولَم يشك.
قَوْلُهُ: (إِذَا وسِّد) أي: أُسْنِدَ، وأصله من الوِسَادة، وَكَانَ من شأن الأمير عندهم إِذَا جلس أن تثنى تَحته وسادة، فقوله: "وسِّد" أي: جعل له غير أهله وسادًا، فتكون: "إلَى" بِمعنى اللام، وأتى بها لتدل عَلى تضمن معنى أُسند، ولفظ مُحَمَّد بن سنان في الرقاق: "إِذَا أُسند"، وكذا رَوَاهُ يونس بن مُحَمَّد وغيره عن فُلَيح (¬2).
ومناسبة هذا المتن لكتاب العلم: أن إسناد الأمر إلَى غير أهله إنما يكون عند غلبة الجهل ورفع العلم، ومقتضاه: أن العلم مادام قائمًا ففي الأمر فسحة، وسيأتي بقية الكلام عَلى هذا الحديث في الرقاق إن شاء الله.
¬__________
(¬1) أخرجه الإمام أحْمَد في "مسنده" (2/ 361) عن يونس، عن فليح، وابن حبان في "صحيحه" (كتاب العلم، باب: ذكر الخبر الدال عَلى إباحة إعفاء المسئول عن العلم. . .) برقم (104) عن عُثْمَان بن عمر، عن فليح.
(¬2) أخرجه بهذا اللفظ البيهقي في "السنن الكبرى" (كتاب آداب القاضي، باب: لا يولي الوالي امرأة ولا فاسقًا. .) (10/ 118) من طريق سريج بن النعمان عن فليح.
هذا؛ وقد أخرجه أحْمَد في "مسنده" (2/ 361) عن يونس وسريج معًا ولكن بلفظ: "توسد"، فالله أعلم.

الصفحة 67