كتاب النكت على صحيح البخاري (اسم الجزء: 2)

وكذا رَوَاهُ أبو نعيم في "الحلية" (¬1) من طريق عطاء الخراساني، عن يحيى بن يَعْمر.
وكذا روي من طريق عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمر أخرجه الطبراني (¬2).
وفِي الباب عن أنس أخرجه البزار (¬3)، وإسناده حسن.
وعن جرير البجلي أخرجه أبو عوانة في "صحيحه".
وعن ابن عباس، وأبي عامر الأشعري أخرجهما أَحْمد (¬4)، وإسنادهما حسن.
وفِي كل من هذه الطرق فوائد سنذكرها -إن شاء الله تعالَى- في أثناء الكلام عَلى حديث الباب، وإنما جمعت طرقها هنا وعزوتها إلَى مخرجيها؛ ليسهل الحوالة عليها؛ فرارًا من التكرار المباين لطريق الاختصار، والله الموفق.
قوله: (كَانَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بارزًا يومًا للناس) أي: ظاهرًا لهم غير محتجب عنهم ولا ملتبس بغيره، والبروز: الظهور، وقد وقع في رواية أبي فَرْوَةَ الَّتِي أشرنا إليها بيان ذلِكَ، فإن أوله: "كَانَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس بين أصحابه، فيجيء الغريب فلا يدري أيهم هو، فطلبنا إليه أن نجعل له مجلسًا يعرفه الغريب إذا أتاه، قَالَ: فبنينا له دُكَانًا من طين كَانَ يجلس عليه" (¬5). انتهى
واستنبط منه القرطبي استحباب جلوس العالم بمكان يختص به، ويكون مرتفعًا إذا احتاج لذلك؛ لضرورة تعليم ونَحوه.
قوله: (فأتاه رجل) أي: مَلَك في صورة رجل، وفِي التفسير للمصنف: "إذ أتاه رجل يمشي" (¬6). ولأبي فروة: "فَإِنا لَجُلوسٌ عنده إذ أَقْبَلَ رجلٌ أحسن الناس وجهًا،
¬__________
(¬1) "حلية الأولياء" (5/ 207).
(¬2) "المعجم الكبير" (12/ 430).
(¬3) "مسند البزار" (1/ 193).
(¬4) أخرجهما أحْمَد في "مسنده" فأما حديث ابن عباس فهو في (1/ 318، 319)، وأما حديث أبي عامر الأشعري ففي (4/ 129، 164).
(¬5) أخرجه أبو داود في "سننه" (كتاب السنة، باب: في القدر) برقم (4698)، والنسائي في "السنن الكبرى" (كتاب الإيمان وشرائعه، باب: صفة الإيمان والإسلام) (6/ 528)، وفي "المجتبى" في نفس الكتاب والباب (8/ 101، 102).
(¬6) "صحيح البُخَاريّ" (كتاب التفسير، سورة لقمان، باب: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} برقم (4777).

الصفحة 7