كتاب الأصل للشيباني ط قطر (اسم الجزء: 1)

وبلغنا عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه سعد المنبر فدعا واستسقى (¬1). ولم يبلغنا في ذلك صلاة (¬2) إلا حديثاً واحداً شاذاً (¬3) لا يؤخذ به. قلت: فهل يستحب أن يقلب الإِمام (¬4) أو أحد من القوم رداءه في ذلك؟ قال: لا. وهذا قول أبي حنيفة (¬5). وقال محمد بن الحسن (¬6): أرى أن يصلي الإِمام في الاستسقاء نحواً (¬7) من صلاة (¬8) العيد. يبدأ (¬9) بالصلاة (¬10) قبل الخطبة، ولا يكبر فيها كما يكبر في العيدين (¬11)؛ لأنه بلغنا عن رسول الله (¬12) - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى في الاستسقاء (¬13). وبلغنا عن ابن عباس أنه أمر بذلك (¬14).
¬__________
(¬1) ح - وبلغنا عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه صعد المنبر فدعا واستسقى. قال الإِمام محمد: أخبرنا سفيان الثوري قال حدثنا أبو رباح عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال خرجت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - نستسقي، فلم يزد على أن قال استغفروا ربكم إنه كان غفاراً. انظر: الحجة على أهل المدينة، 1/ 335. وعن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فاسقنا. قال فيُسْقَوْن. انظر: صحيح البخاري، الاستسقاء، 3. وانظر: السنن الكبرى للبيهقي، 3/ 351.
(¬2) ح ي: الصلاة.
(¬3) ح: شاذ.
(¬4) ح ي - رداءه.
(¬5) ح ي - وهذا قول أبي حنيفة.
(¬6) ح ي - بن الحسن.
(¬7) ح ي: نحو.
(¬8) ي: من الصلاة
(¬9) ح ي - يبدأ.
(¬10) ي: والصلاة.
(¬11) ح ي: في العيد.
(¬12) ح ي: عن النبي.
(¬13) قال الإِمام محمد: أخبرنا سفيان الثوري قال حدثنا أبو إسحاق عن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال خرج يستسقي بالكوفة، وقد كان رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقام قائماً على رجليه على غير منبر فاستسقى واستغفر فصلى ركعتين. انظر: الحجة على أهل المدينة، 1/ 338 - 339؛ وشرح معاني الآثار للطحاوي، 1/ 323 - 326. ورويت صلاة الاستسقاء من حديث عائشة وعبد الله بن زيد وابن عباس - رضي الله عنهم -. انظر: سنن ابن ماجه، إقامة الصلاة، 153؛ وسنن أبي داود، صلاة الاستسقاء، 2؛ وسنن الترمذي، الجمعة، 43؛ وسنن النسائي، الاستسقاء، 11، 13. وانظر الحاشية التالية.
(¬14) قال الإِمام محمد: أخبرنا سفيان الثوري قال حدثنا هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة قال حدثني أبي عن ابن عباس قال سألته عن الاستسقاء، قال ما شأنك أنت وما =

الصفحة 366