كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

قوله: "إِنَّ مِخْرَافًا" (¬1)، و"فَابْتَعْتُ مَخْرِفًا" (¬2) بكسر الراء وفتح الميم، وهو حائط النخل، وكذلك البستان تكون فيه الفاكهة (¬3) تخترف (¬4) وهي الخُرفة، ومنهم من يقول: مَخْرَف كمسجَد بفتح الجيم، اسم لموضع السجود، ومن كسر الميم وفتح الراء جعله كالمِربَد. وقال الخطابي: المخرف: الفاكهة بعينها، والمخرف: وعاء تجمع فيه. وأنكر ابن قتيبة على أبي عبيد أن يكون المخرف الثمر، وإنما هي النخل، والثمر مخروف. وفي حديث آخر: "خِرَافًا" (¬5) وهو اسم لما يُخترف منه، مثل ثمار، أو يكون جمع خريف وهي النخلة، مثل كرام (¬6) جمع كريم. وقيل: المخرف (¬7): القطعة من النخل.
وقوله في عائد المريض: "فِي مَخْرَفَةِ الجَنَّةِ" (¬8) بفتح الميم والراء.
وفي حديث آخر: "فِي خُرْفَةِ الجَنَّةِ" (¬9)، وفسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه: "جَنَاهَا" (¬10). قال الأصمعي: المخارف واحدها مخرف، وهو جنى
¬__________
(¬1) البخاري (2770) من حديث ابن عباس بلفظ: "إِنَّ لِي مِخْرَافًا".
(¬2) "الموطأ" 2/ 454 بلفظ:، "فَاشْتَرَيْتُ بِهِ مَخْرَفًا"، البخاري (2100، 3142، 4321)، ومسلم (1751) بلفظ: "فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا" من حديث أبي قتادة.
(¬3) في (س): (فاكهة).
(¬4) وفي (أ): (تخرق).
(¬5) البخاري (4322، 7170) من حديث أبي قتادة.
(¬6) من (س، ظ).
(¬7) ورد بهامش (د): وقال السهيلي في "روضه": في غزوة حنين ... على المخرف ... ، يعني كما فسره الحربي، وأجاد في تفسيره فقال: المخرف: نخلة واحدة أو نخلات يسيرة إلى عشر، فما فوق ذلك فهو بستان أو حديقة ...
(¬8) مسلم (2568/ 39) من حديث ثوبان.
(¬9) مسلم (2568/ 40، 41).
(¬10) مسلم (2568/ 42).

الصفحة 425