كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

النخل؛ لأنه يُختَرَف أي: يُجنى. وقال غيره: المخرفة سكة بين صفين من نخيل يخترف من أيها شاء، أي: يجني، وقال غيره: المخرفة: الطريق، أي: على طريق تؤديه إلى الجنة، ومنه قوله: "وَتُرِكْتُمْ عَلَى مِثْلِ مَخْرَفَةِ النَّعَمِ" (¬1)، وعلى التفسيرات المتقدمة يكون معناه في بساتين الجنة، وكله راجع إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "جَنَاهَا" وهو أصح وأثبت.
قوله: "أَرْبَعِينَ (¬2) خَرِيفًا" (¬3) يعني: سنة، والخريف أيضًا: اسم لفصل من فصول السنة، وهو وقت اختراف (¬4) الثمار.
قوله: "أَنْ تَصْنَعَ لأَخْرَقَ" (¬5) يعني: الذي لا يحسن العمل.
وقيل: الذي لا رفق له ولا سياسة عنده، والمراد بهذا الحديث هو التفسير الأول، و"الْخَرْقَاءُ" (¬6) من النساء كذلك.
قوله: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَرَقَ" (¬7)، مثل قوله: "أَنَا بَرِيءٌ مِنَ الشَّاقَّةِ" (¬8) وهي التي تخرق ثيابها وتشقها عند المصيبة.
¬__________
(¬1) رواه البيهقي 10/ 134 من حديث عمر بلفظ: "وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ مَخْرَفَةِ النَّعَمِ".
(¬2) في (د): (سبعين)، وفي هامشها: (أربعين)، وهي ساقطة من (أ).
(¬3) مسلم (2979) من حديث ابن عمرو.
(¬4) في (أ): (إخراف).
(¬5) البخاري (2518)، مسلم (84) من حديث أبي ذر.
(¬6) يشير إلى ما عند البخاري (4052) عن جابر: "فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً خَرْقَاءَ مِثْلَهُنَّ".
(¬7) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" 2/ 486 (11340) من حديث أبي موسى الأشعري موقوفًا , ولفظه: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَرَقَ أَوْ حَلَقَ أَوْ سَلَقَ".
(¬8) البخاري (1296)، مسلم (104) من حديث أبي موسى بلفظ: "إِنَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ".

الصفحة 426