كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

وقوله عليه السلام: "وَأُوتِيتُ خَزَائِنَ الأَرْضِ" (¬1) يعني: فتح بلادها وخزائن أموالها، وجاء في مسلم: "مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ" (¬2).
"غَيْرُ خَزَايَا" (¬3) أي: غير مذلِّين (ولا مهانين) (¬4) ولا مَفْضوحين بوطء البلاد وقتل الأنفس وسبي النساء.
وقول عمر - رضي الله عنه -: "أَتْرُكُهَا خِزَانَةً لَهُمْ يَقْتَسِمُونَهَا" (¬5) يعني: الأرض يقتسم خراجَها من يأتي بعده من المسلمين، شبهها بالمال المختزن لمن يأتي.
وقوله في حديث الرجم: "نُسَوِّدُ وُجُوهَهُمَا وُنُخْزِيهِمَا" (¬6) أي: نفضحهما كما جاء بلفظ الفضيحة في الحديث الآخر (¬7).
وقول إبراهيم عليه السلام: {وَلَا تُخْزِنِي} (¬8)، أي: لا (¬9) تفضحني، و (قد) (¬10) يكون الخزي بمعنى الهلاك والوقوع في بلية، يقال في مصدره: خَزِي يَخْزى خِزيًا، ومن الفضيحة: خِزَاية. وفي حديث شارب الخمر: "أَخْزَاهُ اللهُ" (¬11) أي: أهلكه، ومن رواه (¬12): "خَزَاهُ اللهُ" (¬13) فمعناه: قهره.
¬__________
(¬1) البخاري (4375، 7037، 7273) من حديث أبي هريرة بلفظ: "أُتِيتُ بِخَزَائِنِ الأَرْضِ".
(¬2) مسلم (523/ 6، 7) من حديث أبي هريرة، و (2296) من حديث عقبة بن عامر.
(¬3) البخاري (53، 87)، مسلم (17/ 24) من حديث ابن عباس.
(¬4) ساقطة من (أ).
(¬5) البخاري (4235) من حديث عمر بن الخطاب.
(¬6) البخاري (7534) بلفظ: "نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا" من حديث ابن عمر.
(¬7) "الموطأ" 2/ 819، البخاري (3635، 6841) من حديث ابن عمر.
(¬8) البخاري (4769) من حديث أبي هريرة
(¬9) ساقطة من (د، أ، س).
(¬10) من (س، د).
(¬11) البخاري (6781) من حديث أبي هريرة.
(¬12) في (د، ظ): (روى).
(¬13) لم أقف عليه.

الصفحة 429