كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

الخاء مع الطاء
قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر - رضي الله عنه -: "أَخْطَأْتَ بَعْضًا وَأَصَبْتَ بَعْضًا" (¬1) قيل: هو من الخطأ الذي هو ضد الصواب. وقيل: في عبارتها. وقيل: في تقدمه عليه وقَسَمِه على تفسيرها. وقيل: هو (¬2) من الخطأ الذي هو بمعنى الترك، من قولهم: أخطأ السهم الرمية إذا حاد عنها، وكقوله في المنتة:
ومن تُخطِئ يُعمَّر فيَهْرَمِ (¬3)
أي: تركْتَ فيها ما لم تُفَسِّرْه.
قوله: "وَجَعَلُوا لَهُ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ" (¬4) أي: كل ما أخطأ الغرض.
قوله في الكسوف: "فَأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ" (¬5) كذا قيدناه عن كافتهم، وفي بعض النسخ عن ابن الحذاء: "فَخَطَا بِدِرْعٍ"، فمعنى الأول من الخطأ الذي هو الغلط، كأنه لاستعجاله (¬6) غلط في ثوبه فأخذ درعًا لبعض نسائه، ويدل على ذلك (كله قوله) (¬7): "حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ" يقال لمن أراد شيئًا ففعل غيره: أخطأ، كما يقال لمن قصد ذلك. وقيل: يقال:
¬__________
(¬1) البخاري (7046)، مسلم (2269) من حديث ابن عباس بلفظ: "أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا".
(¬2) من (س).
(¬3) هو عجز بيت لزهير بن أبي سُلمى في معلقته، وصدره:
رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَن تُصِبْ تُمِتْهُ ..................................
انظر "العين" 2/ 188.
(¬4) مسلم (1958) من حديث ابن عمر، وهو قول سعيد بن جبير الراوي عنه.
(¬5) مسلم (906/ 16) من حديث أسماء بنت أبي بكر.
(¬6) في (د، أ): (استفعاله).
(¬7) في (س): (قوله).

الصفحة 430