كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

وقول عمر - رضي الله عنه -: "الْخَطْبُ يَسِيرٌ" (¬1) فسره مالك بأنه يريد القضاء. قال غيره: ويحتمل أن يريد سقوط الإثم عنه بالاجتهاد.
قوله: "حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ" (¬2) بكسر الطاء ضبطناه عن المتقنين، وقد سمعنا من أكثر الرواة: "حتى يَخْطُرَ" بضم الطاء، والكسر هو الوجه في هذا، يعني: أنه يوسوس، ومنه رمح خطار أي: ذو اضطراب، والفحل يخطر بذنبه إذا حركه فضرب به فخذيه، وأما بضم الطاء فمن السلوك والمرور أي: يدنو منه فيمر بين نفسه وبينه فيذهله عما هو فيه، وبهذا فسره الشارحون لـ "الموطأ" وغيره، وفسره الخليل بالأول (¬3).
قوله: "لَا يَسْأَلُونِي خُطَّةً (¬4) " (¬5) أي: قصة وأمرًا.
وقوله: "كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِيَاءِ يَخُطُّ" (¬6) فسروه بخط الرمل للحساب ومعرفة ما يدل عليه.
وقوله: "تَخُطُّ رِجْلَاهُ الأَرْضَ" (¬7) أي: ضعفت قوته حتى كان يجرهما غير معتمد عليهما.
قوله: "خَطِّيًّا" (¬8) أي: رمحًا من الخَطِّ، وهو موضع بناحية البحرين
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 303.
(¬2) "الموطأ" 1/ 90، البخاري (608، 1231)، مسلم (389/ 19، 83) من حديث أبي هريرة بلفظ: "حَتَّى يَخْطُرَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ".
(¬3) "العين" 4/ 214.
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) البخاري (2731، 2732) من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم.
(¬6) مسلم (537) من حديث معاوية بن الحكم السلمي.
(¬7) البخاري (665، 2588) من حديث عائشة.
(¬8) البخاري (5189)، ومسلم (2448) من حديث عائشة.

الصفحة 432