كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

الخاء مع اللام
قوله: "مَا خَلأَتْ" (¬1) لَمَّا توقفت عن المشي وقهقرت ظنوا أن ذلك خلاء في خلقها، وهو كالحِرَان للفرس وغيره، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مَا بِهَا خَلأٌ، وإنما حبسها الله سبحانه كما حبس الفيل عن مكة إبقاءً على أهلها" (¬2)، ويقال: خلأت الناقة، وألح الجمل.
قوله: "إِنْ كَانَ خَلَبَهَا" (¬3) أي: خدعها، ومنه: "لَا خِلَابَةَ" (¬4)، والخُلْبَةُ بضم الخاء وسكون اللام: ليف النخل، وقد يسمى الحبل نفسه: خلبة، وكأن الخُلْبة قطعة من الخلب.
قوله: "بِلِيفِ خُلْبَةٍ" (¬5) على الإضافة، أراد بخلبة ليف، (أي: بحبل ليف) (¬6) ثم قلب، ومن نونه فهو بدل من الليف، ومعناه: حبل ضُفِر من الخلبة.
و"خَالَجَنِيهَا" (¬7) يعني: السورة، أي: نازعني قراءتها فقرأها معي، يدل عليه: "مَا لِي أُنَازَعُ القُرْآن" (¬8) والمنازعة: المجاذبة للشيء لكي ينتزعه كل واحد منهما عن صاحبه، والخلج: الجذب، فكأنه (جاذبه قراءتها) (¬9).
¬__________
(¬1) البخاري (2731، 2732) من حديث المسور ومروان بن الحكم.
(¬2) في البخاري في الحديث السالف: "وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ".
(¬3) البخاري معلقًا عن الزهري قبل حديث (2588).
(¬4) "الموطأ" 2/ 685، البخاري (2117)، مسلم (1533) من حديث ابن عمر.
(¬5) مسلم (167/ 269) من حديث ابن عباس بلفظ: "لِيفٌ خُلْبَةٌ".
(¬6) ساقطة من (د، أ، ظ).
(¬7) مسلم (398) من حديث عمران بن حصين.
(¬8) "الموطأ" 1/ 86 من حديث أبي هريرة.
(¬9) في (س، أ): (جاذبها قراءته).

الصفحة 435