كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

قوله: "فَلَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي" (¬1) أي: يجتذبون ويقتطعون عني. والْخَلِيجُ (¬2): نهر يخرج من جنب نهر كأنه جُذب منه واقتطع (¬3)، وخليجا الوادي: جانباه.
قوله في غسل الجنابة: "إِذَا خَالَطَ" (¬4) يعني: جامَع، والخلاط: الجماع لاختلاط الفرجين فيه.
قوله: "مَا لَهُ خِلْطٌ" (¬5) أي: لا يخالطه شيء من ثفل الطعام غيره، و"خِلْطُ التَّمْرِ" (¬6) ألوان مجتمعة، و"مَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ" (¬7) هما اللذان خلطا ماشيتهما في الرعي والسقي والمبيت طلبًا للرفق في ذلك لا حيلة في حط الزكاة، وعند الشافعي - رضي الله عنه -: هما (¬8) الشريكان في الماشية، والأول هو المذهب، وكل شريك خليط، وليس كل خليط شريكًا (¬9).
وقوله في الاشتراط في الحج: "لَا يَخْلِطُهُ شَيْءٌ" أي: مفردًا غير قارن ولا متمتع، كذا للقابسي وهو الصواب، وللباقين: "يَخْلِطُهُمْ" (¬10) كأنه رده
¬__________
(¬1) البخاري (6576) من حديث ابن مسعود بلفظ: "ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي".
(¬2) "الموطأ" 2/ 746: عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أن الضحاك بن خليفة ساق خليجا له ... ، والبخاري (484) في حديث ابن عمر.
(¬3) زاد بعدها في (أ): (منه).
(¬4) مسلم (349) من حديث أبي موسى.
(¬5) البخاري (3728، 6453) من حديث سعد بن أبي وقاص.
(¬6) مسلم (1981) من حديث أنس، و (1990) من حديث ابن عباس بلفظ: "نَهَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُخْلَطَ التَّمْرُ".
(¬7) "الموطأ" 1/ 257 أن مَالِكا قَرَأَ كِتَابَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فِي الصَّدَقَةِ قَالَ: فَوَجَدْتُ فِيهِ ... والبخاري (1451، 2487) من حديث أنس أَنَّ أَبَا بَكْرٍ - رضي الله عنه - كَتَبَ لَهُ فَرِيضَةَ الصَّدَقَةِ التِي فَرَضَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.
(¬8) ساقطة من (أ).
(¬9) من (س): والعبارة مضطربة في بقية النسخ.
(¬10) البخاري (2505، 2506) من حديث جابر وابن عباس.

الصفحة 436