كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

وقيل: الخلة: الاختصاص. وقيل: هو من التخلل، أي أن الحب تخلل قلبه وغلب على نفسه، والخلة: الصداقة (¬1)، والخِلُّ أيضًا الصديق.
وقوله: " (أَلَا إِنّي أَبْرَأُ إلى كُلِّ خِلٍّ مِنْ خَلِّهِ" (¬2)، والخَلُّ بالفتح: الخُلَّة.
قال الحربي عن الأصمعي: فلان كريم النحل والخلة والمخالة، أي: الصحبة، وكان في كتب بعض شيوخنا: "مِنْ خِلِّهِ" بالكسر، وما أظن قرأناه على جميعهم إلاَّ كذلك.
وفي حديث خديجة - رضي الله عنها -: "فَيَبْعَثُ إلى خَلَائِلِهَا" (¬3) أي: أصدقائها كما جاء مفسرًا في الحديث الأول (¬4).
وفي كتاب الأدب من البخاري: "إِلَى خُلَّتِهَا" (¬5) بالضم، الخلة: الصاحب، والخلة: الصداقة والمودة، يعني: إلى خلائلها كما قال في الحديث الأول، وأقام الواحد مقام الجَمْع، أو إلى أهل صحبتها وصداقتها ثم حذف المضاف.
قوله: "أَرْبَعُ خِلَالٍ" (¬6) أي: خصال، والخَلَّة بالفتح: الخَصْلَة.
وقوله: "يَتَخَلَّلُونَ الشَّجَرَ" (¬7) أي: يستترون خلالها، أي (¬8): بينها
¬__________
(¬1) ساقطة من (س).
(¬2) مسلم (2383/ 7) من حديث ابن مسعود.
(¬3) البخاري (3861)، مسلم (2435) من حديث عائشة بلفظ: "إِنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاةَ فَيُهْدِي فِي خَلَائِلِهَا".
(¬4) مسلم (2435/ 75) من حديث عائشة بلفظ: "أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ".
(¬5) البخاري (6004) من حديث عائشة بلفظ: "فِي خُلَّتِهَا".
(¬6) البخاري (3178) من حديث ابن عمرو.
(¬7) مسلم (1807) من حديث سلمة بن الأكوع.
(¬8) ساقطة من (س).

الصفحة 438