كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

ووسطها، ومنه: " {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [النور: 43] " (¬1).
ومنه: "أَرى الفِتَنَ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ" (¬2) أي: أثناءها وما بينها، واحدها خلل، وأصله: الفرجة بين الشيئين.
وقوله في حديث الإسراء: "فَلَمَّا خَلَصْتُ (¬3) بِمُسْتَوىً (مِنَ الأَرْضِ) (¬4) " (¬5) أي: بلغت ووصلت، كما قال في الحديث الآخر: "حَتَّى ظَهَرْتُ" (¬6) أي: علوت. ومثله: "حَتَّى خَلَصَتْ إلى عَظْمِي" (¬7)، ومنه: "وَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا في شَهْرٍ حَرَامٍ" (¬8) و"لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ" (¬9) كله بمعنى الوصول.
وفي: "البارع": خلص فلان إلى فلان، أي: وصل إليه، وخلص أيضًا: سلم ونجا مما نشب فيه.
ومعنى قول هرقل: "أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ" (2) أي: أسلم في وصولي إليه من الأعداء، ويكون بمعنى التمييز: " {خَلَصُوا نَجِيًّا} [يوسف: 80] " (¬10)، و {خَالِصَةً لَكَ} [الأحزاب: 50].
¬__________
(¬1) البخاري أول تفسير سورة النور، قبل حديث (4754).
(¬2) البخاري (1878)، مسلم (2885) من حديث أسامة.
(¬3) في (أ): (خلصته).
(¬4) ساقطة من (س، ظ).
(¬5) البخاري (3430، 3887) من حديث مالك بن صعصعة دون قوله: "بِمُسْتَوى".
(¬6) البخاري (349) من حديث أنس.
(¬7) البخاري (3452، 3479) من حديث حذيفة بلفظ: "وَخَلَصَتْ إِلَى عَظْمِي".
(¬8) البخاري (1398، 3510، 4369)، مسلم (17) من حديث ابن عباس.
(¬9) البخاري (7، 4553)، مسلم (1773) من حديث ابن عباس.
(¬10) البخاري بعد حديث (3391).

الصفحة 439