كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

قوله: "أَعْطَى (¬1) أُمَّ أَيْمَنَ مِنْ خَالِصِهِ" (¬2) أي: مما خلص مما أفاء الله عليه، ونون بعض الرواة آخره، والأول أَبْيَنُ.
وقوله: "وَنَفَرُنَا خُلُوفٌ" (¬3) أي: غُيَّب، يقال: حَيٌّ خلوف: إذا غاب رجالهم وبَقِيَ نساؤهم. ومنه قول اليهود: "نَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يَكُنْ يَتْرُكُ أَهْلَهُ خُلُوفًا" (¬4).
وقوله: "أَوْ خَلِفَاتٍ" (¬5) هي النوق الحوامل، الواحدة: خلفة، وقد جاء مفسرًا: "في بُطُونِهَا أَوْلَادُهَا" (¬6)، وهي خلفة إلى أن يمضي أمد نصف حملها
¬__________
(¬1) في النسخ الخطية: (أعطوا).
(¬2) البخاري (2630) من حديث أنس بلفظ: "وَأَعْطَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أُمَّ أَيْمَنَ مَكَانَهُنَّ مِنْ حَائِطِهِ ... وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ أَخْبَرَنَا: أَبِي، عَنْ يُونُسَ بهذا، وَقَالَ: مَكَانَهُنَّ مِنْ خَالِصِهِ".
(¬3) البخاري (344) من حديث عمران بلفظ: "وَنَفَرُنَا خُلُوفًا"، وانظر اليونينية 1/ 76.
(¬4) رواه البزار في "البحر الزخار" 3/ 191 - 192 (978) من حديث الزبير، والطبراني في "الكبير" 24/ 321 (809)، والخطابي في "غريب الحديث" 1/ 105، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 430 من حديث صفية بنت عبد المطلب. ورواه الحاكم 4/ 50 - 51، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 429 من حديث الزبير عن أمه صفية بنت عبد المطلب. قال الحاكم: هذا حديث كبير غريب بهذا الإسناد وقد روي بإسناد صحيح. قال الهيثمي 6/ 115: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" من طريق أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها, ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وقال في 6/ 134: رواه البزار وأبو يعلى باختصار ... وإسنادهما ضعيف.
(¬5) البخاري (3124، 1747) من حديث أبي هريرة.
(¬6) رواه أحمد 1/ 164، 166، والدارمي 2/ 1540 (2428)، وأبو داود (4547، 4588)، والنسائي 8/ 40 - 41، وابن ماجه (2627، 2628)، 13/ 364 (6011) من حديث ابن عمرو.

الصفحة 440