كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

وقوله: "فَأَخْلَفَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ" (¬1) أي: أجازني من خلفه لئلا أقطع عليه صلاته. ومثله: "فَأَخْلَفَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِذَقَنِ الفَضْلِ" (¬2) ويقال: أخلف بيده إلى سيفه أي: عطفها.
قوله (¬3): "أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ" (¬4) قيل: يحولها إلى الأدبار. وقيل: يغير صورها ويحولها إلى صور أُخر، كما قال: "أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ وَجْهَهُ وَجْهَ حِمَارٍ" (¬5)، ويحتمل أن يخالف بتغيير صورها أنواعًا أُخر.
قوله عليه السلام: "وَإِنْ كَانَ لَخَلِيقًا بلإِمَارَةِ" (¬6)، و"إِنَّهُمْ لَخُلَقَاءُ أَنْ يَفِرُّوا وَيَتْرُكُوكَ" (¬7) أي: حقيق وجدير.
قوله: "وَلَا خَلَاقَ لَهُ (¬8) " (¬9) أي: لا نصيب له من الخير،
¬__________
(¬1) مسلم (763/ 186) من حديث ابن عباس.
(¬2) البخاري (6228) من حديث ابن عباس، ووقع في النسخ الخطية: (يدفع) بدل: (بذقن).
(¬3) ساقطة من (س).
(¬4) البخاري (717)، مسلم (436) من حديث النعمان بن بشير.
(¬5) مسلم (427) من حديث أبي هريرة بلفظ: "أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ". قال النووي في "شرح مسلم" 4/ 151: وفي رواية: "وَجْهَهُ وَجْهَ حِمَارٍ".
(¬6) البخاري (3730، 4469، 6627) من حديث ابن عمر.
(¬7) البخاري (2731، 2732) من حديث المسور ومروان بن الحكم بلفظ: "وَإِنِّي لأَرى أَوْ شَابًا مِنَ النَّاسِ خَلِيقًا أَنْ يَفِرُّوا وَيَدَعُوكَ""، وعند ابن حبان 11/ 216 (4872)، والبيهقي 9/ 218: "إِنِّي أَرى وُجُوهًا وَأَرى أَشْوَابًا مِنَ النَّاسِ خُلَقَاءَ أَنْ يَفِرُّوا وَيدَعُوكَ".
(¬8) في (د، أ): (لهم).
(¬9) "الموطأ" 2/ 917، والبخاري (886)، مسلم (2068، 2069) من حديث ابن عمر. والبخاري (4549، 7445) من حديث ابن مسعود.

الصفحة 444