كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

الخاء مع الميم
قوله: "لَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ" (¬1) أي: لا تغطوه، و"الْخُمْرَةُ" (¬2) كالحصير الصغير من سعف النخل يضفر بالسيور، وهي على قدر ما يوضع عليه الوجه والأنف، سميت بذلك لسترها الوجه والكفين من برد الأرض وحرها (¬3)، فإن كبرت عن ذلك فهي حصير.
و"خَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ" (¬4): غطوها، ومنه: خمار المرأة. ومنه: "اقْسِمْهُ خُمُرًا بَيْنَ الفَوَاطِم" (¬5) جمع: خمار، وفي شعر حسان:
تُلَطّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ (¬6)
بضم الخاء والميم. قال لي ابن سراج: ويروى بفتح الميم، جمع خمرة، والأول أظهر؛ لعزتها على أربابها؛ و"أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رُئِيَ يَمْسَحُ وَجْهَ فَرَسِهِ بِرِدَائِهِ" (¬7).
و"الْخَمِيرُ" (¬8): العجين المختمر، أي: لأتلطفن في تلخيص نسبك (حتى لا) (¬9) يعمه الهجو، كما يتلطف في سل الشعرة خوف انقطاعها فتبقى فيه.
¬__________
(¬1) البخاري (1265)، مسلم (1206) من حديث ابن عباس.
(¬2) "الموطأ" 1/ 52 عن نافع أن ابن عمر ... ، والبخاري (379، 381) من حديث ميمونة، ومسلم (298) من حديث عائشة.
(¬3) ساقطة من (د، أ، ظ).
(¬4) البخاري (5623)، مسلم (2012/ 97) من حديث جابر، ووقع في (أ): (إناءكم).
(¬5) مسلم (2071/ 18) من حديث علي بلفظ: "شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الفَوَاطِمِ".
(¬6) مسلم (2490) من حديث عائشة، وهو عجز بيت صدره: (تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ).
(¬7) "الموطأ" 2/ 468 عن يحيى بن سعيد مرسلاً.
(¬8) البخاري (3708، 5432) من حديث أبي هريرة، ومسلم (2489) من حديث عائشة.
(¬9) في (س): (حسبي)، وفي (أ): (حتى).

الصفحة 451