كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

يتسمى باسم من أسماء الله عز وجل الذي هو ملك الأملاك، كالعزيز والجبار والرحمن والقادر والمقتدر كما فعل من لا خلاق له.
وقوله: "فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا" (¬1) (يضبط المصدر) (¬2) بفتح النون (¬3) والإسكان.
قوله: "يَخْنُقُونَهَا" (¬4) أي: يضيقون وقتها بالتأخير، يقال: هم في خناق من الموت، أي: ضيق.

الوهم والاختلاف
عن ابن عباس في تفسير: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]: "إِذَا وُلِدَ الإِنْسَانُ خَنَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَإِذَا ذُكِرَ اللهُ ذَهَبَ، فَإِنْ لَمْ يُذْكَرِ اللهُ ثَبَتَ (عَلَى قَلْبِهِ) (¬5) " (¬6) في ظاهر هذا الكلام اختلال بيِّن، فإما أن يكون: "نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ" بدلاً من: "خَنَسَهُ" (¬7)، وإما أن يقع في النقل تغيير، وقد ذكره البخاري في غير هذا المكان فقال: "عَنِ ابن عَبَّاسٍ: يُولَدُ الإِنْسَانُ وَالشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِهِ فَإِذَا ذُكِرَ اللهُ خَنَسَ (¬8) - أَي: انْقَبَضَ - وَإِذَا غَفَلَ
¬__________
(¬1) البخاري (3678، 3856، 4815) من حديث ابن عمرو.
(¬2) ساقطة من (د، أ، ظ) وملحقة في هامش (د، ظ)، وعليه: (خ) يعني أنها نسخة.
(¬3) ورد بهامش (د): حاشية: لعله أو البت: بكسر النون، وكذلك ضبطه غير واحد بالكسر منهم الجوهري، وكذلك مجد الدين في "القاموس" [ص 138] قال: خَنَقَ خَنِقًا ككتف. وقوله في الأصل: (بفتح النون) خطأ، ولعله تفسير من بعض النساخ، والله أعلم.
(¬4) البخاري (534) من حديث ابن مسعود.
(¬5) ساقطة من (د).
(¬6) البخاري معلقًا من تفسير ابن عباس قبل حديث (4977).
(¬7) في (س): (يخنسه).
(¬8) في (أ): (انخنس).

الصفحة 458