كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

"فَأَصَابَتْنِي خَاصِرَةٌ" (¬1) أي: وجع في خاصرتي. قال القاضي: أو يكون أصابه برد في أطرافه (¬2)، وهو الخصر الذي هو برد الأطراف في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وجعٌ في الكليتين (¬3).
¬__________
(¬1) "الموطأ" 2/ 474 عن يحيى بن سعيد، ووقع في (د، أ): (فأصابني).
(¬2) "المشارق" 1/ 242.
(¬3) روى أحمد 6/ 118، وأبو يعلى في "مسنده" 8/ 353 (4936)، والحاكم 4/ 202 - 203، عن عائشة قالت: لقد رأيت من تعظيم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه أمرًا عجيبًا وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تأخذه الخاصرة فيشتد به جدًّا، فكنا نقول: أخذ رسول، وخفنا عليه، وفزع الناس إليه، فظننا أن به ذات الجنب فلددناه، ثم سري عن رسول الله. وروى ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (9) عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشدد عليه إذا مرض حتى إنه لربما مكث خمس عشرة لا ينام، وكان يأخذه عرق الكلية وهو الخاصرة، فقلنا: يا رسول الله لو دعوت الله فيكشف عنك. قال: "إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا الوَجَعُ لِيُكِفِّرَ عَنَّا". وروى أبو يعلى 8/ 207 (4769) عنها نحوه. قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 291: رواه أبو يعلى وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. وروى الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث" (531)، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 79، والطبراني في "الأوسط" 1/ 42 (113)، 4/ 287 (4221)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" 3/ 231، والحاكم 4/ 405، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" 2/ 396 - 397 (1473، 1474) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الخَاصِرَةَ عِرْقُ الكُلْيَةِ إِذَا تَحَرَّكَ آذى صَاحِبَهُ فَدَاوُواهَا بِالْمَاءِ المُحَرَّقِ وَالْعَسَلِ". قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح؛ فأما الطريق الأول فلا يعرف إلاَّ بعبد الرحيم وهو مجهول، وفي الإسناد مسلم بن خالد؛ قال علي بن المديني: ليس بشيء، وفي الحديث الثاني الحسين بن علوان؛ قال ابن عدي: كان يضع الحديث. قال الهيثمي في "المجمع" 5/ 90: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف، وقد وثقه جماعة. وضعفه أيضاً الألباني في "الضعيفة" (1223، 2998).

الصفحة 461