كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

قوله: "ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ" (¬1) أيْ المحِجُّ (¬2) عليهم، والمطالب لهم بما فعلوا.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بِكَ أُخَاصِمُ" (¬3) أي: أحاجج وأدافع.
وقوله: "مَا نَسُدُّ مِنْ خُصْمٍ" (¬4) أي: ناحية وطرف، وأصله خُصْم القربة (وهو طرفها؛ ولهذا استعار معه الانفجار كما ينفجر الماء من نواحي القربة) (¬5) إذا انشقت، وخصم كل شيء طرفه؛ استعارة للفتنة، ووقع في مسلم: "مَا فتحْنَا مِنْهُ مِنْ خُصْمٍ" (¬6)، وصوابه: "مَا نَسُدُّ".
وفي صلاة الخوف: "ثُمَّ خَصَّ جَابِرٌ أَنْ قَالَ" (¬7) هكذا للكافة، وعند الهوزني: "ثُمَّ نَصَّ" بالنون، وهو وجه الكلام.
وقوله: "احْتَجَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حُجَيْرَةً بِخَصْفَةٍ أَوْ حَصِيرٍ" (¬8)، ووقع لغير ابن السكن: "حُجَيْرَةً مُخَصَّفَةً" (¬9) والأول أبين، أي: اقتطعها عن الناس بخصفة.
قوله: "كَانَ يَكْرَهُ (¬10) الإِخْصَاءَ" (¬11) كذا لابن عيسى وابن جعفر وبعض
¬__________
(¬1) البخاري (2227، 2270) من حديث أبي هريرة.
(¬2) في (ظ): (المحتج).
(¬3) لم أقف عليه.
(¬4) البخاري (4190) من حديث كعب بن عجرة بلفظ: "مَا نَسُدُّ مِنْهَا خُصْمًا".
(¬5) ما بين القوسين ساقط (د، أ، ظ).
(¬6) مسلم (1785/ 96) من حديث سهل بن حنيف بلفظ: "مَافَتَحْنَا مِنْهُ في خُصْمٍ".
(¬7) مسلم (840/ 308).
(¬8) اليونينية 8/ 28.
(¬9) البخاري (6113) من حديث زيد بن ثابت.
(¬10) في (د): (ينهى عن).
(¬11) "الموطأ" 2/ 948 من حديث ابن عمر.

الصفحة 463