كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

هيج النبات، واحدتها خضرة، وكذلك قوله في المال: "خَضِرٌ" أي: ناعم مشتهىً، شبَّهه بالمراعي الشهية للأنعام.
ومن روى: "إِنَّ هذا المَالَ خَضِرَةٌ" أنت على معنى تأنيث المشبه به، أي: إن هذا المال شيء كالخضرة، وقال ثابت: معناه: كالبقلة الخضرة أو يكون على معنى: فائدة المال، وهي الحياة به أي: إن الحياة به أو العيشة خضرة، أو إن الدنيا خضرة حلوة، كما جاء في الحديث الآخر (¬1)؛ وأما من روى: "إِلَّا آَكِلَةَ الخُضْرَةِ" وهي رواية الطَّبَرِي، أي: النبات الأخضر الناعم، والرواية الأولى أعرف.
قوله: "أُتِي بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ" (¬2) بكسر الضاد جمع خَضِرة، أي: بقول خضرات، كما جاء في الحديث الآخر: وَفِيهِ بَقْلٌ (¬3)، وضبطه الأصيلى: "خُضَرَاتٌ" (¬4) بضم الخاء وفتح الضاد.
وقوله: "أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ" (¬5) أي: جماعتهم وأشخاصهم، والعرب تكني عن الخضرة بالسواد. ومنه: سواد العراق، أي: المعمور منها بالشجر، والأصمعي وغيره يقول: إنما تقول العرب: غضراؤهم، أي: خيرهم وغضارتهم، والغضارة: النعمة.
وقوله: "فَاهْتَزَّتْ تَحْتَهُ خَضِرًا" أي: نباتا أخضر ناعمًا غضًّا (¬6) وفي
¬__________
(¬1) مسلم (2742) من حديث أبي سعيد.
(¬2) البخاري (7359) من حديث جابر بن عبد الله.
(¬3) البخاري (5748) من حديث عائشة بلفظ: "فِي كَفَّيْهِ بِقُلْ".
(¬4) انظر: اليونينية 9/ 110.
(¬5) مسلم (1780) من حديث أبي هريرة.
(¬6) ساقطة من (د، أ).

الصفحة 468