كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

والقسط: هاهنا الرزق.
وقيل: القسط: الميزان, وفي البخاري: "وَبِيَدِهِ المِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ" (¬1) والمراد هاهنا الأقدار على وجه المجاز في الميزان وخفضه ورفعه، وذكره البخاري في "تاريخه": "الْمَوَازِينُ بِيَدِ اللهِ يَخْفِضُ قَوْمًا وَيَرْفَعُ قَوْمًا" (¬2).
قوله (¬3): "فَلَمْ يَزَلْ يُخَفِّضُهُمْ" (¬4) أي: يُسكِّنُهم.
وقوله في الدجال: "فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ" (¬5) يريد - والله أعلم - صوته - صلى الله عليه وسلم - من شدة ما تكلم به في أمره، ويحتمل أنه خفَّض من أمره تهوينًا، كما قال: "هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ ذَلِكَ" (¬6) ورفع من شدة فتنته والتخويف من أمره.
وخفاض النساء كختان الرجال، وأصله من الخفض الذي هو ضد الرفع، وهو خفض ما ارتفع من العضو بما قطع منه.
(وقوله في حديث) (¬7) سراقة: "فَخَفَضْتُ عَالِيَهُ" (¬8) أي: أملتُه.
وقوله: "اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ" (¬9) أي: استهانة.
¬__________
(¬1) البخاري (4684، 7411) من حديث أبي هريرة.
(¬2) "التاريخ" 4/ 187 من حديث سبرة بن فاتك بلفظ: "الْمَوَازِينُ بِيَدِ اللهِ يَرْفَعُ قَوْمًا وَيضَعُ قَوْمًا".
(¬3) ساقطة من (أ).
(¬4) البخاري (4141، 4750)، مسلم (2770) من حديث عائشة، والبخاري (4566، 6207، 6254)، مسلم (1798) من حديث أسامة بن زيد.
(¬5) مسلم (2937) من حديث النواس بن سمعان.
(¬6) البخاري (7122)، مسلم (2152، 2939) من حديث المغيرة بن شعبة.
(¬7) في (س): (وقول).
(¬8) البخاري (3906) من حديث سراقة بن مالك.
(¬9) "الموطأ" 1/ 123 من حديث عبادة بن الصامت.

الصفحة 472