كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

الخاء مع السين
الْكُسُوفُ (¬1)، وَالْخُسُوفُ (¬2): جاءا جميعًا في الشمس والقمر، وفي القرآن: {وَخَسَفَ الْقَمَرُ} [القيامة: 8]، وقال بعض أهل اللغة: لا يقال في الشمس إلاَّ خسفت، وفي القمر إلاَّ كسف، وهو قول عروة (¬3) في كتاب مسلم (¬4)، والقرآن يرد هذا, ولعله خطأ من الناقلين. وقال الليث بن سعد: يقال: الخسوف فيهما والكسوف في الشمس فقط. وقال ابن دريد: خسف القمر وانكسفت الشمس (¬5). وقال يعقوب: لا يقال: انكسفت الشمس. وقال بعضهم: لا يقال: انكسف القمر أصلاً، لا يقال إلا: خسف القمر وكسفت الشمس، وكسفها الله وكسفَت (¬6) فهي مكسوفة وكاسفة، وأكسفها الله إكسافًا، والخسوف: التغييب (¬7)، والكسوف: التغيير (¬8)، والأحاديث تدل على أنهما سواء، ولا خلاف أن الخسوف في الأرض، لا غير، لا يقال: كسفت الأرض، وهو السؤوخ فيها.
¬__________
(¬1) ذكرت الكلمة في مواضع كثرة، منها ما في: "الموطأ" 1/ 186، والبخاري (750) من حديث أسماء بنت أبي بكر، ومسلم قبل حديث (901).
(¬2) البخاري (1056)، ومسلم (901/ 5) من حديث عائشة. والبخاري (2520) من حديث أسماء. ومسلم (2901) من حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الغِفَارِيِّ.
(¬3) في (س): (عمر)، وورد في هامش (د): قال النووي: هذا قول عروة انفرد به ["شرح مسلم" 6/ 211].
(¬4) مسلم (905/ 13).
(¬5) "الجمهرة" 1/ 597.
(¬6) من (س).
(¬7) في (س، أ، ظ): (المغيب).
(¬8) في (س): (التغير).

الصفحة 476