كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

خولان من اليمن، ونهيه عن الطروق: "مَخَافَةَ أَنْ يَتَخَوَّنَهُمْ" (¬1)، قيل: يطلب غفلتهم. وقيل: ينتقصهم بذلك. وقيل: يطلع منهم على خيانة.
و"الْخِوَانُ" (¬2)، والخَوَانُ، والإِخْوَانُ: المائدة ما لم يكن عليها طعام.
و"الْقُبَاءُ المُخَوَّصُ بِالذَّهَبِ" (¬3)، يعني: المنسوج فيه.، وقيل: فيه طرائق من ذهب مثل خوص النخل، وكذلك الجَامُ المُخَوَّصُ (¬4): صنعت من الذهب صفائح مثل الخوص. قلت: وعندي أن المخوص من الجام: هو المطوق، ومن الأقبية: المكفوف بالذهب، وعند القابسي في حديث الجام: "مُخَوَّضٌ بِالذَّهَبِ" بضاد معجمة، قال أبو الفضل: وهو بعيد (¬5).
قلت: ويخرج على أنه مغسول بالذهب، أي: خوض بالذهب حتى انصبغ فيه، إما جميعه وإما باطنه.
وقوله: "يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللهِ" (¬6) أي: يخلطون فيه ويلبسون في أمره، ويكون بمعنى: الخوض في وجوه تحصيله من غير وجهه، وكيفما أمكن من غير ورع، ولا تحفظ مع الاستكثار منه، وخاضَ الشىء، وفيه: إذا دخل فيه مقتحمًا.
¬__________
(¬1) قال البخاري: "بَابُ لَا يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا إِذَا أَطَالَ الغَيْبَةَ مَخَافَةَ أَنْ يُخَوِّنَهُمْ أَوْ يَلْتَمِسَ عَثَرَاتِهِمْ"، ثم روى (5243) من حديث جابر: "كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَكْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا".
(¬2) البخاري قبل حديث (5385).
(¬3) رواه البيهقي 9/ 178 من حديث يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر بلفظ: "وَكَانَ عَلَيْهِ قُبَاءُ دِيبَاجٍ مُخَوَّصٌ بِالذَّهَبِ".
(¬4) البخاري (2780) من حديث ابن عباس بلفظ: " فَقَدُوا جَامًا مِنْ فِضَّةٍ مُخَوَّصًا مِنْ ذَهَب".
(¬5) "المشارق" 1/ 248.
(¬6) البخاري (3118) من حديث خولة الأنصارية.

الصفحة 482