كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ" (¬1) كذا (عن القاضيين) (¬2) الصدفي والتميمي، وعن الجياني أيضًا بضم الفاء ونون بعدها، وقيدناه عن أبي بحر: "أَخْوَفِي عَلَيْكُمْ" بكسر الفاء من غير نون، والمعنى واحد، أي: أخوف مني، لغة مسموعة.
قوله: "إِذَا سَجَدَ خَوَّى" (¬3) أي: جافي بطنه عن الأرض، ويقال: أخوى أيضًا، وخواء الفرس ما بين قوائمه، والخواء: المكان الخالي.
قوله: "يَتَخَوَّلُهُمْ بِالْمَوْعِظَةِ" (¬4) أي: يتعاهدهم (¬5)، والخائل: المتعاهد للشيء المصلح له، وقال ابن الأعرابي: معناه: يتخذنا خولًا. وقيل: يفاجئنا بها. وقيل: يصلحنا. وقال أبو عبيدة: يذللنا بها، يقال: خوَّله الله لك، أي: ذلله لك وسخره، وقيل: يحبسهم عليها (¬6) كما يحبس الخول. قال أبو عبيد: ولم يعرفها الأصمعي، قال: وأظنها: "يَتَخَوَّنُهُمْ" بالنون، أي: يتعهدهم (¬7).
قال أبو نصر: يتخون مثل يتعهد.
وقال أبو عمرو: الصواب: "يَتَحَوَّلُهُمْ" بحاء مهملة، أي: يطلب حالاتهم وأوقات نشاطهم (¬8).
¬__________
(¬1) مسلم (2937) من حديث النواس بن سمعان.
(¬2) في (د): (للقاضي).
(¬3) مسلم (497) من حديث ميمونة.
(¬4) البخاري قبل حديث (68).
(¬5) في (س): (يتعاهد).
(¬6) في (د): (علينا).
(¬7) "غريب الحديث" 1/ 79.
(¬8) هنا ينتهي سقط (أ)، الذي أشرنا إليه سابقًا.

الصفحة 483