كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 2)

عليه ولا يؤديه كما كان عليه، ومنه خيانة العبد ربه في أداء لوازمه التي ائتمنه عليها.
قوله: "خَائِنَةُ الأَعْيُنِ" (¬1) كما قال تعالى: {خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} [غافر: 19] أي: خيانة، وفاعلة تأتي مصدرًا مثل العافية.
و"الْخَوْخَةُ" (¬2): فتح بين دارين أو بيتين يولج منها، وقد يكون كوة للضوء، والمراد بخوخات المسجد المعنى الأول، وقد يكون عليها مصاريع وقد لا يكون، وإنما أصلها فتح في حائط.

الوهم والخلاف
قول زهير في كتاب المنافقين حين قال ابن أُبَيٍّ: "لَا تنفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ. قَالَ زُهَيْرُ: وَهِيَ في قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ مِنْ خَفَضَ حَوْلهُ" (¬3)، كذا عند العذري والصدفي عنه (¬4) وأبي بحر عنه، وكذا ذكره ابن
¬__________
(¬1) في النسخ الخطية: (خائن عين)، والمثبت من "المشارق" 1/ 248، وهو الصواب؛ فالحديث رواه أبو داود (2683، 4359)، والنسائي 7/ 105، وفي الكبرى 2/ 302 (3530)، والبزار في "البحر الزخار" 3/ 350 (1511)، وأبو يعلى 2/ 100 (757)، والبيهقي 7/ 40 من حديث سعد بن أبي وقاص: "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ" وهذه القطعة التي ذكرها القاضي 1/ 248. والحديث صححه الحاكم 3/ 45 على شرط مسلم، والألباني في "الصحيحة" (1723).
(¬2) البخاري (3904)، مسلم (2382) من حديث أبي سعيد، ومسلم (2233/ 135) من حديث ابن عمر.
(¬3) مسلم (2772) من حديث زيد بن أرقم بلفظ: "قَالَ زهَيْرٌ: وَهِيَ قِرَاءَةُ مَنْ خَفَضَ حَوْلَهُ" وزهير هو ابن معاوية راوي الحديث، بينه وبين مسلم الحسن بن موسى.
(¬4) ساقطة من (د، ظ، أ).

الصفحة 485